أكد المدرب السابق للترجي الرياضي راضي الجعايدي اليوم السبت 10 سبتمبر 2022 في حوار مع موقع الجزيرة نت تنظيم قطر المونديال -كأول بلد عربي ينال هذا الشرف- هو حدث كبير يجب أن يحتفل به جميع العرب مشيرا إلى أن قطر اظهرت أنها جاهزة تماما لضمان كل سبل نجاح هذه التظاهرات من خلال البنية التحتية وعدد الملاعب وجودتها، فضلا عن حسن الضيافة، مثلما في كأس العرب 2021 وكانت ناجحة رياضيا وتنظيميا.
و كشف الجعايدي أن هناك مؤشرات واعدة على أن مونديال 2022 سيكون مناسبة لتأكيد قدرة العرب على احتضان كبرى المسابقات الرياضية، كما أن هذا النجاح سيمهد الطريق بالتأكيد لدول عربية أخرى للنسج على منوال قطر والتقدم بملفات لاستضافة كأس العالم.
المشاركة في مسابقة بحجم المونديال هي حدث كبير وفارق في تاريخ كل منتخب، وهو ما يستوجب تحضيرا خاصا يختلف عن الإعداد لمسابقات أخرى قارية أو إقليمية، أتحدث هنا عن حجم المعسكرات التحضيرية والمباريات الودية الإعدادية التي لا بد أن تكون مدروسة ومكثفة لضمان الاستعداد الأمثل قبل مواجهة منتخبات قوية وجاهزة.
من جهة أخرى أشار الجعايدي أن المنتخب التونسي فشل في التأهل إلى الدور الثاني في نسختي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان ثم 2006 في ألمانيا بسبب عديد العوامل أبرزها أن التخطيط والإعداد لكلتا النسختين لم يكن مدروسا بما فيه الكفاية وبالخصوص التربصات واللقاءات الودية التي كان حريا أن تكون أمام منتخبات قوية حسب تعبيره.
كما أكد الجعايدي أن اختيارات اللاعبين الذين مثلوا تونس -سواء في مونديال 2002 أو 2006- لم تكن موفقة والدليل أن القائمة ضمت بعض اللاعبين الذين كانوا بدلاء مع أنديتهم أو مصابين وغير جاهزين بما فيه الكفاية مشيرا إلى أنه كان من الأحرى في ذلك الوقت التعويل على اللاعب الجاهز الذي يشارك بانتظام مع ناديه ويلعب بصفة مستمرة.
وشدد الجعايدي أن منتخب تونس حاليا منتخب شاب وطموح يضم لاعبين هم مزيج بين العناصر الواعدة التي تسعى إلى فرض نفسها في المنتخب وآخرين يملكون خبرة وتجربة تؤهلهم للبروز، مؤكدا أن حقيقة الميدان قد تختلف عندما يواجه منتخبات جهزت نفسها جيدا للمونديال وتسعى بدورها للتألق والفوز والحفاظ على المكاسب التي حققتها في دورات سابقة مثل فرنسا على سبيل الذكر.
وطالب الجعايدي التونسيين أن يكونوا واقعيين وأن يخوضوا المونديال دون حسابات و التعامل بجدية وبعقلية محترفة معتبرا أن الطريق نحو تعزيز الفرص في الخروج بنتائج إيجابية.
واشار الجعايدي أن جميع منتخبات مجموعة تونس هي منتخبات قوية ولها وزنها، سواء على مستوى القاري الذي تنشط به أو على الصعيد العالمي كاشفا أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب ضمن الدور الأول ليست سهلة، و أن كل المنتخبات فيها قادرة على المنافسة من أجل مقعدين في الدور الثاني.
في إطار آخر، تحدث الجعايدي عن تجربته التدريبية مع الترجي الرياضي مشيرا إلى أنها كانت جيدة وناجحة في الكثير من الجوانب، رغم غياب الحظ في الذهاب بعيدا في دوري أبطال أفريقيا التي كانت من بين أبرز أهداف الفريق، أو في كأس تونس، مشيرا إلى أن الفريق أحرز البطولة وأظهر مستوى عاليا وجيدا في كثير من المباريات، سواء كان محليا أو قاريا، معتبرا أن التجربة كان فيها الكثير من الإفادة له ولفريقه الأم.